اتمنى ان تعجبكم
فاذا اعجبتكم ورأيت ردود سأطرح الجزء الثاني---------------------------------------------------------------
"يا سلام ... الراحة طعمها حلو"
قفزت هذه الجملة إلى خاطري وأنا ممدد على الكنبة يوم الجمعة في تكاسل لذيذ ... أغمضت عيني في استمتاع وتتابعت الأفكار كشلال وجد طريقه بين صخور جبل أبو علبة :
" هي دي العيشة ولا بلاش ... الواحد خلص دراسة, وخد تأجيل من الجيش , وفي وظيفة محترمة .... مش ناقص حاجة تاني إلا إني أبقى وزير .... لا لا لا ... الوزير شغلانة متعبة .... وكيل وزارة أحسن ... ساعتها هبقى إنسان متسلط ورخم كده أذل الناس و ... "
قطع حبل أفكاري إحساسي بقبلة على رأسي .... فتحت عيني في بطء كمن يرفع 50 كيلو حديد لأول مرة في حياته ... لقيتها امي بتبتسم ابتسامتها الساحرة ... رددت الابتسامة في محبة ورجعت تاني لتلك الأفكار السادية وأنا بفكر في أحسن طريقة أعذب بيها المواطنين و أودي .............. ثواني ... في حاجة مش طبيعية ...
فتحت عيني نص فتحة وبصيت من طرفها لأجد امي جالسة على الكرسي بجانبي باتسامتها التي لم تفارقها ناظرة إلي ...
أخذت نفسا عميقا ثم زفرت في تكاسل مغمضاً عيني وقد أدركت ما ترمي إليه ...
أنا : خير يا امي ... شكلك عايزة تقولي حاجة ...
الوالدة: لا يا حبيبي أبدا ... أنا بس بطمن عليك ...
- يا أمي .... يا أمي ... ده أنا عارفك وفاهمك ... قولي بس عاوزة إيه ؟؟؟
- أبدا يا تامر ... ولا حاجة ....
- طيب أنا هنام بقى ...
- اتفضل يا حبيبي ...
- .................
- بقولك إيه يا تيتو ... هوه انت مش ناوي ؟؟؟
باغتني السؤال مسببا لي مغصاً معوياً... خصوصاً مع هذا الـ "تيتو" اللي متطمنش ... فتحت عيني وبصيت ليها ورددت في قلق :
ناوي على إيه يا امي ؟؟؟
الوالدة : مش ناوي تعمل زي محمود ابن خالتك ؟؟؟
فكرت في سرعة ... محمود جاب شقة .... رجله اتكسرت ... اتخانق مع أبوه ... قفشوه بيضرب بانجو ...
أنا : ممكن ... البانجو مش وحش برضه ...
-نعم ؟؟؟
-لا ... مش قصدي ... انت عايزاني أعمل زيه ازاي يعني ؟؟
-يعني ... زي معمل الجمعة اللي فاتت ...
-إيه ... صلى الجمعة يعني ؟؟؟
-يوووووووه على دماغك القفل دي ... قصدي تتأهل ... تكبر كده و .... و ... وتتجوز
اتنفضت من على الكنبة في غضب :
-أيوه بقى قولي كده ... احنا رجعنا للموال ده تاني ... وبعدين هوه الواحد لازم يتجوز عشان يبقى كبير عندكو يعني ؟؟؟
-ما هو يا تامر أنا لازم أفرح بيك ...
عدت إلى وضع الاسترخاء على الأريكة محاولا تأجيل الموضوع بأي شكل :
-طيب طيب ... لما أخلص دراسة ...
-يابني مانتا خدت الليسانس !!!
-آه ... قصدي لما أشوف موضوع الجيش ...
-انت يا تيتو مش خدت تأجيل ؟؟؟
-صحيح ... خلاص لما أجيب شقة يبقى ربنا يحلها ...
-أومال الشقة اللي أبوك اتشحطط وجابهالك من إسكان الشباب بالعافي دي بتاعة مين ...
اتعدلت في القعدة وأنا بهمهم :
-يادي الهم والقرف ... هوه الواحد لحق يتمتع بحياته ...
-أفندم ؟؟؟
-ولا حاجة يا أمي ... بصراحة ... أنا مبفكرش في الجواز دلوقتي ...
-ليه يابني بس ... ده الجواز ستر وغطا ...
-ستر وغطا ... ستر وملاية ... أنا مش عايز يا ستي ...
اقتربت وجلس بجانبي على الكنبة ووضعت يدها على كتفي وعلى وجهها تلك الابتسامة الساحرة :
-ولا حتى عشان خاطر ماما حبيبتو ؟؟؟
-يا امي متضغطيش عليا ... أنا مش عاوز أتنيل على عيني دلوقتي ...
رفعت يديها من على كتفي وابتسامته تتلاشى ... واديتني جنب ....
في سري " آآآآآه .... هنبتدي "
اغرورقت عيناها بالدموع ثم انفجرت باكية :
-يا تامر ما هو العمر بيجري ... وأنا نفسي أفرح بيك قبل ما أموت ... هوه ده كتير عليا ؟؟؟
يا قلبي اللي عامل زي الخساية المستوية ... مقدرتش أستحمل ... خدتها في حضني وطبطبت عليها :
-يا امي إيه لازمته الكلام ده بس ... ربنا يخليكي لينا ... أومال مين اللي هيعملي صينية البطاطس ؟؟؟
ابتعدت عني قليلا ونظر ت إلي وقد توقفت عن البكاء :
-يا سلام .... يعني هوه ده كل اللي همك ... صينية البطاطس ...
-أكيد لأ يا امي ... أنا بهرج ...
-آآآآه ...
-انتي برضه بتعملي محشي تحفة ...
-تصدق إنك أرخم عيل في ولادي ...
-تصدقي إنك أحلى أم في الدنيا ...
ابتسمت ابتسامتها الملائكية وقالت :
-يعني خلاص .... هتتجوز
-ما دام ده يرضيكي يا امي يبقى أجوز البلد كلها لو تحبي
-لا ياخويا ... بطلوا بقى العين الفارغة بتاعتكو ... هنجوزك واحدة بس ...
رددت مبتسما باستسلام :
-اللي تؤمر بيه يا جميل ....
-طيب العروسة جاهزة عندي ...
بدأت أقلق ... وقلبي يعمل طاخ بوم ... طاخ بوم :
-عندك عروسة ... ودي تطلع مين إن شاء الله ؟؟؟
-سحر ... سحر بنت خالتك ...
-سحر ؟؟ .... البت سحر ؟؟؟ ... العيلة دي .؟؟؟
-عيلة إيه يابني ... انت عارف عندها كام سنة دلوقتي ؟؟؟ ... 20 سنة
-إيه ده ؟؟ .... هيا بتاكل السنين ولا بتاخد هرمونات ؟؟؟
-متبطل استظراف ... منتا من ساعة ما اشتغلت وانتا ولا بتبص على حد من قرايبك ...
-معلش يا أمي منتي عارفة ظروف الشغل ...
-ماشي ياخويا ... ظروف الشغل ولا ظروف الصياعة ... المهم .. أنا خدتلك ميعاد ... هنروحلهم الخميس الجاي
التفت فجأة في دهشة :
-ميعاد ؟؟ .... وانتي إيه اللي عرفك إذا كنت هوافق ولا لأ ؟؟؟
ردت وعلى وجهها ابتسامة ماكرة :
-عيب عليك ... ده أنا أمك يا ولد ... وكمان أنا عارفة إزاي أجيب آخرك ...
قامت لتخرج وأنا أردد :
-دانتي يا امي طلعتي !!! ... آخر مرة بجد أقع في الاشتغالة دي تاني ...
ضحكت بصوت عالي وقالت :
-مانتا كل مرة بتقول كده يا واد يا خيبة ...
-ربنا يهدينا ويهديكي يا امي...
-الخميس الجاي إن شاء الله .... فاهم ؟؟؟
-حاضر ... ربنا يستر ... !!!!!